وهكذا دخل "ستيفن كينج" عالم السينما من أوسع أبوابه، فمع
توالي رواياته، توالت أفلامه، فقام المخرج العبقري "ستانلي كوبريك" عام 1980 بتحويل
روايته "البريق" إلى فيلم كابوسي مخيف، قام ببطولته "جاك نيكلسون" –لم يعجب الفيلم
"ستيفن كينج" فقام بإعادة إخراجه 1997 في صورة حلقات تلفزيونية قام بجمعها فيما
بعد– ثم قام المخرج "جون كاربنتر" الذي اشتهر بسلسلة أفلام "هالويين" بتحويل رواية
"كريستين" إلى فيلم عام 1983 وحصل به على جائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية.. من رأى
منكم الفيلم ورأى المشهد الذي تقوم فيه السيارة بإصلاح ذاتها سيعرف أن هذا المشهد
يستحق
الجائزة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وهكذا
أصبح "ستيفن كينج" علامة مميزة للرعب سواء على مستوى الروايات أو الأفلام، حتى إن
النقاد أخذوا يلقبونه "ملك الرعب" وبدأت الملايين تنهال على "ستيفن" فبنى قصره
الخاص في مدينته الأثيرة "مين" –غالبًا ما تدور أحداث رواياته في هذه المدينة– وأخذ
يكتب بلا توقف، ثم قرر استغلال وقته، فتعلم الإخراج، ليقوم هو أيضًا بتحويل قصصه
إلى أفلام، لكنها لم تكن بجودة كتاباته، فتفرغ لإخراج الحلقات التلفزيونية.
ثم
وفي عام 1994 قام المخرج "فرانك دارابونت" بتحويل قصته القصيرة "Rita Hayworth and
Shawshank Redemption" والتي نشرها "ستيفن" في مجموعته القصصية "الفصول المختلفة
Different Seasons" إلى واحد من أشهر الأفلام في تاريخ السينما على الإطلاق تحت اسم
"وداعًا شاوشانك Shawshank Redemption"، وكانت هذه نقلة تاريخية في حياة "ستيفن
كينج" فهذا الفيلم لم يكن له أية علاقة بالرعب، لكنه كان يعكس قدرة "ستيفن" وتمكنه
كأديب من طراز خاص، وهكذا نال احترام الجميع؛ حتى ممن لا يؤمنون بالرعب
كأدب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وعن هذا
الفيلم نذكر حادثة طريفة، رواها "ستيفن كينج" في مقدمة مجموعته القصصية "Everything
Eventual" إذ كان يقف ذات مرة في السوبر ماركت يثرثر مع سيدة لم تكن تعرفه، وحين
ذكر لها اسمه، امتعضت وقالت:
"أنا لا أحب قصص الرعب، أرى أنها سخيفة"،
فسألها "ستيفن" مبتسمًا: "وما الذي تفضلينه إذن ؟!"، فأجابت السيدة "الأفلام
الاجتماعية .. وداعًا شاوشانك مثلاً.. هل رأيته؟!"، وهنا اتسعت ابتسامة "ستيفن"
أكثر وهو يجيب "لم أره فحسب، بل كتبت قصته كذلك!!"
ومع النجاح تتوالى
الملايين، وقد ذكر "ستيفن كينج" نفسه أن رصيده يزداد بمقدار عشرة ملايين دولار
أسبوعيًا، من أرباح إعادة طبع رواياته. الرجل باع أكثر من 300 مليون نسخة حتى الآن،
وتترجم رواياته بأكثر من خمس وثلاثين لغة، أي أنه لم يتحول إلى كاتب، بل إلى ظاهرة
تستحق
الدراسة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لاحظ أن
أدب الرعب يصنف على أنه "الأدب المسلي Pop Art" وهذا في الغرب، بينما نحن العرب لا
نتعامل معه إلا على أنه أدب أطفال، لكن هذا الرجل –وبأدب الأطفال!!– ارتقى بأدب
الرعب ليقف به إلى جوار كبار الكتاب، بروايات تجاوزت اثنتين وأربعين رواية، وعدد لا
ينتهي من القصص القصيرة والمجموعات القصصية، والسيناريوهات التلفزيونية.
ولكن
الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فهناك ذلك الحادث الذي غيّر الكثير في حياة هذا
الرجل فالذي حدث هو..
• حادث مؤسف:
حدث هذا عام 1999 حين صدمت شاحنة
"ستيفن كينج"، لتلقيه مهشم العظام، غارقًا في دمائه على قارعة الطريق.. بالطبع تم
نقله إلى المستشفى، وهناك تلقى العلاج اللازم لكنه خرج منه بكسور صعبة الالتئام
وبضعف شديد في العصب البصري، يهدده بالعمى في أية لحظة.
العجيب أنه لم يقض
وقته في المستشفى للراحة فحسب، بل كتب هناك روايته القصيرة "The Plant" ونشرها
إليكترونيًا على أحد المواقع، على أن تكون قابلة للتحميل مقابل دولار واحد. يقال إن
أرباح هذه الرواية فحسب كانت كافية ليشتري المستشفى الذي يعالج فيه!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لكنه لم يشترِ
المستشفى، بل اشترى الشاحنة التي صدمته وأحرقها في احتفال مهيب طلبًا للراحة
النفسية!
وكأنما يخاف من العمى ازداد حماسه للكتابة، حتى إنه انتهى مؤخرًا من
سباعيته التي تحمل اسم "برج الظلام Dark Tower"، وموقعه على الإنترنت يعلن أن هناك
روايات ومجموعات قصصية له ستطرح وحتى عام 2007.
وصحيح أنه نال عشرات الجوائز
حتى الآن من الجمعيات النقدية على مستوى العالم، لكن أهم جائزة كانت ميدالية
الاستحقاق التي قدمتها له جمعية الكتاب الوطنية، لإسهامه الذي لن ينسى للأدب، وكان
ذلك عام 2003، وبهذه الجائزة توّج "ستيفن كينج" كواحد من أهم وأشهر كتاب القرن
العشرين على الإطلاق.
وبينما تتوالى أفلام وروايات هذا الملك، سننهي المقال
بواحدة من أفضل الجمل التي قالها هو، وهي تلك التي وضعها في مقدمة كتابه "On
Writing" والذي يتحدث فيه عن فن الكتابة:
"القراءة مهمة جدًا لأي كاتب، إن من لا
يوجد لديه وقت ليقرأ، لا يملك الأدوات اللازمة
ليكتب"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]للمزيد
عن هذا الكاتب العبقري، يمكنك الذهاب للموقع التالي:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (http://www.stephenking.com/)