التاريخ الكامل للسينما الحربية
الافلام الحربية هي احد انماط الافلام المختلفة والتي تهتم بالطابع الحربي سواء
اكانت حروب تقوم على الارض او في الجو ، وفي بعض الاحيان يكون تركيزه على احد
القضايا الحربية ، مثل اسرى الحرب ، العمليات العسكرية السرية ، التدريب العسكري
وفي بعض الاحيان حتى تركز على الحياة اليومية للجنود او للمدنيين وقت الحرب دون
التطرق لاي معركة بشكل ملحوظ . وقصص هذه الافلام قد تكون مستندة الى : رواية ، قصة
تاريخية حقيقية ، سيرة احد الشخصيات العسكرية ، او قد يكون الفلم عبارة عن فلم
وثائقي حربي ، ومعظم هذه الافلام يتم تضمينها قصة رومانسية لاضفاء بعض الاجواء
الحيوية اليها .
وقد ظهر هذا النمط من الافلام لاول مرة منذ فجر السينما ،
ومنذ ان بدات الافلام الصامتة ظهورها وبروزها بين الفنون المختلفة ، وقد قام
المخرجون خلال هذه السنوات ببلورة مادة تاريخية لهذه الافلام اقتبسوها من التاريخ
الامريكي بشكل رئيسي ، و امتدت من الحروب الفرنسية و الهندية الى حرب فييتنام
والدول الاسيوية بشكل فرعي . وقد حازت الحربين العالميتين الاولى والثانية على اكبر
حصة في السينما الحربية على مر التاريخ .
وهناك ايضا تعبير لا بد من ذكره
الا وهو " افلام ضد الحرب " ، وهو تعبير يصف الافلام التي تعمل على اظهار التاثير
السلبي للحروب على الناس مثل الرعب والالم و الدمار النفسي و الاجتماعي وحتى
السياسي .
بداية الأفلام الحربية
:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ان اول
فلم حربي مسجل في التاريخ ، هو فلم من انتاج شركة " فيتا غراف " للانتاج ، مكون من
بكرة واحدة وبطول 90 ثانية فقط ، ويدعى " انزال العلم الاسباني " والذي ظهر لاول
مرة في العام 1898 . وقد عرض الفلم انزالا للجنود الامريكيين في هافانا ، والتي
كانت محتلة من قبل الاسبان خلال الحرب الامريكية - الاسبانية ، ويقوم الجنود بالفلم
بانزال العلم الاسباني و رفع العلم الامريكي بدلا منه .
وكان اول فلم عرض
ضرورة الاستعداد والتحضير في الجيش ابان الحروب والمعارك مع الجانب الاوروبي ،
والتي استخدمت بنفس الوقت الجانب الدعائي الحربي ، هو فلم " معركة البحث عن الحرية
" عام 1915 من انتاج شركة فيتا غراف العالمية . وقد عرض الفلم فكرة ما يمكن ان يحدث
في حال تمت مهاجمة الولايات المتحدة على ارضها والسيطرة عليها من قبل الجيوش
الاوروبية . وفي العام 1918 ، كان الجانب الحربي البارز في الافلام هو غرق البارجة
لوزيتانيا في العام 1915 بواسطة الغواصة الالمانية الشهيرة U-boat وادت الى مشاركة
الولايات المتحدة في الحرب ، كما في فلم فيتا غراف الشهير " فوق القمة " عام 1918 ،
وفلم الانميشن القصير " غرق لوزيتانيا " عام 1918 من اخراج وينسور ماكاي
.
وقد كانت السينما الحربية في بدايتها تعاني من مشكلة ان المنتجين كانوا
يحجمون عن الخوض فيها كونها تحتاج الى تكاليف باهظة جدا من اجل تحضير الاضافات
والملابس والادوات ، خاصة تلك التي سوف تدخل في مشاهد الحرب الكبيرة . كما انهم لم
يكونوا يتصوروا ابدا بان هذا النوع من الافلام سوف يدخل الى بوابة شباك التذاكر
الامريكية في تلك الفترة ، خاصة مع المنافسة الشديدة من قبل الانماط السينمائية
الاخرى . ولكن كل هذه الامور تغيرت تماما عندما قدم المخرج الكبير دايفيد غريفيث في
العام 1915 فلمه الشهير " ولادة امة " ، والذي يعد من انجح واضخم الاعمال
السينمائية في تلك الفترة ، ويشكل ايضا البداية الحقيقية للسينما العالمية . وتدور
احداث الفلم حول تاثير الحرب الاهلية على عائلتين مختلفتين احداهما من الشمال و
الاخرى من الجنوب ، كما احتوى الفلم على عرض وثائقي وبانورامي لمشاهد من هذه الحرب
.
وكان من بين افلام هذه الفترة ايضا ، مجموعة من الافلام التي دافعت عن
السلام وسعت الى تحقيقه ، كما في فلم " الحضارة " عام 1916 من اخراج ثوماس انك .
ويعرض الفلم قصة خيالية حول ان المسيح ينزل الى الارض ويتجول فيها ويدعو الى السلام
وليس الحرب . وفي العام 1916 ، قدم دايفيد غريفيث ثاني اهم فلم له ، الا وهو "
التعصب " ، والذي يعرض التعامل اللا انساني بين الناس ، ويعرض ايضا التاثير المدمر
والرعب الذي تخلفه الحرب .
بيليه العرب
21-07-2008, 11:13 PM
الحرب العالمية الأولى
:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في العام
1917 ، كان العالم على موعد مع دخول الولايات المتحدة للحرب العالمية الاولى ،
وبالتالي فقد ادى ذلك الى تغيير الاتجاه السينمائي للسينما الحربية ، فلم تعد تنتج
تلك الافلام التي تدعو للسلم بل قامت بتغيير كبير في قصتها وبنيتها ، ومن اوائل هذه
الافلام فلم " هناك " عام 1917 من اخراج جورج كوهان ، وقد احتوى الفلم على الاغنية
الحربية " امسك بندقيتك " والتي لا يزال الجنود يرددونها حتى اليوم . وقد كانت معظم
هذه الافلام تشكل جانبا دعائيا ضخما للجيش الامريكي ، وجانبا مخيفا جدا للجيوش
المعادية . بل وحتى ان الممثلين الامركيين بانفسهم كانوا يدعون الى تمويل الجيش
والوقوف الى جانبه وتشجيعه على القتال .
وقد كان فلم المخرج دايفيد غريفيث "
قلب العالم " عام 1918 ، المشجع والداعم الاكبر للولايات المتحدة في الصراع
الاوروبي الذي خلق الحرب العالمية الاولى . وقد عرض الفلم تاثير الحرب على مجند
عانى بشكل كبير من الوحشية الالمانية المتمثلة في شخصية ضابط عديم الرحمة . وفي
العام 1918 ايضا ، قدمت شركة الانتاج الشهيرة " وورنر بروزرز " الضربة الحربية
الاولى لها ، والمتمثلة في فلم يعرض القصة الحقيقية للسفير الامريكي في المانيا ،
جيمس جيرارد ، خلال الفترة 1913 - 1917 ، وخلال ذلك يصور المخرج القساوة والوحشية
والظلم الالماني الذي شهد عليه هذا السفير ، وسمي الفلم " سنواتي الاربع في المانيا
" .
وفي العام 1918 ، انهت الهدنة العالمية الحرب الضخمة التي غيرت مجرى
البشرية ، وقد ادى ذلك الى توقف ظهور الافلام الحربية بشكل كبير . ولكن هذه الحرب
قدمت خدمة كبيرة جدا للسينما الهوليوودية بعد ان ادت الى تدمير معظم استديوهات
الانتاج في اوروبا ، فاحتلت الافلام الامريكية ما نسبته 80% من الانتاج العالمي
للافلام ، واصبحت تتحكم بالسينما العالمية ومصيرها . ومن ابرز الافلام التي ظهرت
خلال هذه الفترة فلم " الايحاء " عام 1921، والذي قام بعرض قصة حب جعل من الحرب
العالمية خلفية لها ، وكذلك فلم " امريكا " عام 1924 والذي خاض في قضايا
الديموقراطية والحرية في الولايات المتحدة خلال الحرب وبعدها .
أفلام
العشرينات والثلاثينات
:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لقد اتجهت
افلام هذه الفترة في معظمهما الى اظهار التاثير السلبي للحرب على الجنود و المدنيين
. ومن ابرز هذه الافلام " الاستعراض الكبير " عام 1925 ، " ما ثمن النصر ؟ " عام
1926 . ومع ظهور عصر الافلام الناطقة برزت مجموعة اكبر من الافلام منها " كل شيء
هادئ على الجبهة الغربية " عام 1930 ، " الطريق الى النصر " عام 1936 و " الوهم
الكبير " عام 1937 ، و قد كان هدف هذه الافلام دراميا و حربيا بحتا ، بعكس بعض
الافلام التي كانت تتطرق للحرب باسلوب كوميدي ناقد ، مثل فلم باستر كيتون " جنود
امريكان " عام 1930 ، وفلم " نصف طلقة عند شروق الشمس " عام 1930 من بطولة الثنائي
الكوميدي ويلر و وولسي ، و قد ظهرت ايضا في هذه الفترة افلام تتطرق لقصة محددة
اثناء الحرب باختلاف موقع هذه القصة سواء في الولايات المتحدة ، الصين او بعض جزر
الاطلسي ، مثل فلم " اخبر البحرية " عام 1926 ، " الرحلة " عام 1930 للمخرج فرانك
كابرا و فلم " هبطت الطائرة " عام 1936 . اما الافلام الاخرى فقد ركزت على الدراما
المتاصلة في بعض الاساليب التكنولوجية الجديدة والبطولة الفردية و المعارك الجوية
مثل فلم " الاجنحة " عام 1927 وهو اول فلم في التاريخ يفوز بجائزة الاوسكار ، "
ملائكة الجحيم " عام 1930 و "دورية الفجر " بنسختيه عام 1930 و عام 1938 .
أفلام الأربعينيات
:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لعل اول
افلام حربية بالمعنى الحقيقي كانت تلك التي ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية ،
وخاصة تلك التي كانت بتوقيع بريطاني و الماني ، وغالبا ما كانت هذه الافلام عبارة
عن افلام وثائقية او نصف وثائقية . ومن هذه الافلام " للاسد اجنحة " عام 1939 و "
هدف الليلة " عام 1941 من بريطانيا ، و " نصر في الجبهة الغربية " عام 1941 من
المانيا .
وفي بريطانيا ايضا ، فقد حملت بداية الاربعينات مجموعة من الافلام
التي مزجت بين تقنيات الطابع الوثائقي و القصص الخيالية لتخرج بافلام مثل " التي
بها نخدم " عام 1942 ، " ملايين مثلنا " عام 1943 و " الطريق الى الامام " عام 1944
. وهناك افلام اخرى مزجت بين القصص الخيالية والاهداف الدعائية للدولة ، مثل " هل
كان اليوم جيدا ؟ " عام 1942 و " التالي " عام 1943 .
في العام 1940 كانت
هوليود على موعد مع تغيير في النمط الحربي من السينما ، حيث تم في هذا العام توقيع
اتفاقية " التدريب الانتقائي والخدمة العسكرية " والذي يفرض على كل شاب امريكي دخول
الخدمة العسكرية ، وقد كان لهذا الموضوع حصة كبيرة في افلام تلك الفترة فلم يكن اي
أستوديو يخلو من فلم بهذه الفكرة . ومن بين هذه الافلام ظهرت افلام ( التابعة لشركة
يونيفيرسال للانتاج ) الثنائي الكوميدي ابوتو و كوستيلو والذان عملا على الاعلاء من
شان الكوميديا الحربية بعد ظهورها عام 1941 على يد الثلاثي الكوميدي الملقب بـ (
العملاء الثلاثة ) ، ومن اولى افلامهم في هذا العام كان فلم " المجند باك " ، فلم "
في البحرية " ، وفلم " استمر بالطيران " . اما لشركة " باراماونت " للانتاج فكان
فلم " امسك بالمسودة " للكوميدي بوب هوب ، وشركة " وورنر برازرز " للانتاج في فلم "
انتم بالجيش الان " للثنائي فيل سيلفرز و جيمي ديورانتي ، و شركة " كولمبيا "
للانتاج في فلم " لن تصبح ابدا غنيا " للكوميدي فريد استير و اخيرا شركة " فوكس "
للانتاج في فلم " اسلحة كبيرة " للثنائي الشهير لوريل وهاردي . وكان لشركات الانتاج
الاقل شهرة نصيب من هذه الافلام ، مثل شركة " ريبابليك بيكتشر " للانتاج في فلم "
استعراض المجندين الجدد " للثنائي بوب كروسبي و ادي فوي الابن ، وايضا شركة "
مونوغرام بيكتشر " للانتاج في فلم " الرقيب موليغان " للكوميدي نات بينديلتون .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وبعيدا عن
الكوميديا الحربية ، فقد ظهرت في العام 1941 ايضا افلام تتحدث عن الجيش الامريكي و
السلاح الحربي مثل فلم " صوت البوق " ، فلم " الك تيبة المظلمة " ، فلم " اريد
اجنحة " و فلم " القنبلة العائمة " ، وفي هذا العام قدمت شركة " توينتي سينشري "
للانتاج اخر فلم حربي قبل الحرب العالمية الثانية ويدعى " الى شواطئ طرابلس " عن
سلاح البحرية الامريكية .
اما قبيل حادثة بيرل هاربر الشهيرة ، فقد ظهرت
مجموعة من الافلام ابرزها " اعترافات جاسوس نازي " عام 1938 من انتاج شركة " وارنر
برزرز " للانتاج وفلم " هتلر ، وحش برلين " في نفس العام ومن انتاج شركة " المنتجين
المحدودة " والمتخصصة في انتاج الافلام منخفضة التكلفة . ولعل من اشهر الافلام في
هذه الفترة هو فلم " الرقيب يورك " عام 1941 من بطولة غاري كوبر . وبعد ان دخلت
الولايات المتحدة الحرب عام 1941 ، بدات هوليوود بانتاج كم اكبر من الافلام الحربية
، وقد كانت معظم هذه الافلام لها دور دعائي مسؤول عن اعلاء شان الولايات المتحدة
وتشويه سمعة العدو . ولكن الى جانب هذا ، كانت افلام اخرى تعمل على ابراز الاعمال
البطولية لحلفاء امريكا ، مثل " السيدة مينيفر " عام 1942 ، " حافة الظلام " عام
1943 ، " النجم القطبي " عام 1943 . وقبيل انتهاء الحرب اصبحت الكتب والروايات
الشعبية هي المصدر الرئيسي لافلام حازت على شهرة وصيت اكبر ، مثل " مذكرات
غوادالكانال " عام 1943 ، " ثلاثون ثانية على طوكيو " عام 1944 و " كانوا قابلين
للاستهلاك " عام
1945 .