وهو مرض فيروسي معد ، تتراوح شدته من عدوى بسيطة إلى مرض حاد يليه شلل رخوي لبعض أطراف الجسم ، وبصفة خاصة الأطراف السفلية عند الأطفال ويكثر انتشاره في فصلي الربيع والصيف وحتى نهاية الخريف .
ويوجد مرض شلل الأطفال في عدد كبير من بلدان العالم ، وبصفة خاصة في الدول النامية و بمعدلات متفاوتة تبعا لمعدل التغطية بالتطعيمات اللازمة في الأوقات المناسبة والإصحاح الأساس للبيئة ، وتحدث غالبية الإصابات ( 90 % ) بين الأطفال دون سن الخامسة .
الميكروب المسبب للمرض :
فيروس شلل الأطفال – Polio Virus , وهو فيروس معوي له ثلاثة أنماط ، وجميعها قد تسبب الشلل ، ولكن النمط ( أ ) هو أكثرها انتشارا وإحداثا للشلل ، كما أنه يتسبب في غالبية الأوبئة ، ولا توجد مناعة تبادلية بين الأنماط الثلاثة .
مصادر العدوى :
الإنسان المريض أو حامل الفيروس ، وهما المستودع الوحيد للعدوى ، ومع كل حالة ظاهرة من المرض الشللي يتوقع وجود حوالي مائة حالة لا شللية غير مسجلة ، وتشير هذه الحقيقة إلى أن مستودع العدوى كبير جداً .
طرق انتقال العدوى :
يدخل الفيروس عن طريق الفم والأنف ويمكن أيضا عن طريق الرذاذ المتطاير ، لاسيما أثناء انتشار الأوبئة ، وفي حالات أخرى يمكن للعدوى أن تنتقل عن طريق الألبان والأطعمة الملوثة بالميكروب .
فترة الحضانة :
من 4 إلى 14 يوماً .
الأعراض والعلامات :
عند انتقال العدوى للطفل فهناك ثلاثة احتمالات لمراحل المرض وهي :
1. الاحتمال الأول: أن يصل الفيروس إلى الحلق ثم الحنجرة ويتوقف عندها ، ولا تظهر أي أعراض على المصاب ، وهذا هو الاحتمال الأكثر حدوثاً وذلك يرجع لعدة أسباب منها المناعة الطبيعية للطفل ، أو المناعة بسبب إصابة سابقة بالفيروس أو التطعيم باللقاح المضاد .
2. الاحتمال الثاني : أن يتعدى الفيروس الحنجرة إلى الجهاز الهضمي ومن ثم إلى الدم ويتوقف عند هذا الحد ، بسبب المناعة الطبيعية ووجود الأجسام المضادة التي تكونت نتيجة دخول الفيروس إلى الدم ، وهنا يظهر على المصاب بعض الأعراض ، مثل : ارتفاع درجة الحرارة والقيء مع تصلب عضلات الرقبة والظهر ، وتختفي هذه الأعراض بعد عدة أيام .
3. الاحتمال الثالث : أن يتسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي ، فيصيب الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي فيحدث فيها التلف ، وينتج عن ذلك شلل رخوي في الأطراف خصوصا السفلية منها .
أعراض وعلامات الاحتمال الثالث : هي المرض الحاد – الشفاء – الشلل المتبقي .
وفي هذه الحالة يظهر ارتفاع في درجة الحرارة مصحوباً بصداع وآلام عامة مع غثيان وقيء ، وقد يعاني الطفل المريض من تشنجات في المضلات ، ويعقب ذلك مرحلة الشلل الذي يصيب غالباً الأطراف السفلية .
وفي الأسبوع الثالث من المرض تختفي الأعراض العامة ويتماثل المريض للشفاء ، يليها ظهور الشلل المتبقي في العضلات المصابة الذي يتحول إلى الإعاقة الدائمة .
قابلية العدوى :
أي طفل لم يتم تطعيمه أو لم يسبق له الإصابة بالمرض معرض للعدوى سواء نتج عنها شلل أم لا ، والمناعة المكتسبة بعد العدوى الطبيعية أو التطعيم بالجرعات الكاملة تبقى مدى الحياة .
مضاعفات مرض شلل الأطفال :
أ- المضاعفات البدنية :
تؤدي التشوهات التي تصاحب المرض إلى قصور في حركة المفاصل ، الذي يبدأ أثناء المرحلة الحادة للمرض ، فيشعر الطفل بآلام شديدة في العضلات أثناء تحرك الأطراف ، فيساعده أفراد أسرته على الجلوس في الوضع المريح ، وهي أوضاع تكون في الغالب ضارة بالطفل بسبب تقلص العضلات التي تثني الوركين والركبتين . لذلك في حالة المرض الحاد يجب أن يوضع الطفل المصاب لبعض الوقت يوميا في أوضاع يراعى فيها انبساط الوركين والركبتين ، مع المتابعة بالعلاج الطبيعي .
ب- المضاعفات الاجتماعية :
القيود التي تفرضها الأسرة والمجتمع على الطفل وأنشطته قد تمنع الطفل المصاب من ممارسة الأنشطة التي يمكن القيام بها مثل :
الحاجة إلى التعليم مثل باقي الأطفال الأصحاء ، مع كسر الحاجز النفسي وإعطائه فرصة الاحتكاك بباقي أفراد المجتمع واكتساب الخبرة من الحياة ، وتسهيل طرق التنقل وممارسة الحياة الطبيعية .
العلاج :
مرض شلل الأطفال من الأمراض التي لا يوجد لها علاج نوعي محدد حتى الآن ، والسبيل الوحيد للوقاية منه التطعيم والعناية بالصحة العامة .
الإجراءات الوقائية :
1. التبليغ الفوري عند اكتشاف الحالة وعزلها بالمشفى، مع إعطاء العلاج اللازم .
2. التطهير المستمر لإفرازات ومتعلقات المريض .
3. حصر المخالطين المباشرين مع إعطائهم العلاج الوقائي ( الجآ ما جلوبيولين Gamma Globulin ) عن طريق الحقن ، مع إعطائهم جرعة منشطة من تطعيم الشلل الفموي للأطفال دون الخمس سنوات ، والمتابعة لاكتشاف أي حالات أخرى .
4. التطعيم ويوجد له أربعة أنواع منها :
4. أ . التطعيمات الأساسية : وهي خمس جرعات على النحو التالي – الأولى عند عمر شهرين من تاريخ الولادة – الثانية عند عمر أربعة أشهر – الثالثة عند عمر ستة أشهر – وجرعتان تنشيطيتان ، الأولى : عند عمر سنة ونصف ، والثانية : عند عمر أربع سنوات وحتى دخول المدرسة .
4. ب . التطعيمات الاحتوائية : وهي تطعيمات وقائية ضد العدوى في حالة الاشتباه في وجود حالة مرضية ، حيث يتم إعطاء جميع الأطفال دون سن الخامسة في منطقة وقوع الحالة المرضية جرعتين من التطعيم بفاصل شهر بينهما ، بغض النظر عن سابقة التطعيم .
4. ج . التطعيم الاجتثاثي : وهو يتم في المناطق المعرضة لخطر ظهور حالات مرضية ، أو الأماكن منخفضة التغطية بالتطعيم ، وبذلك يتم القضاء على فيروس شلل الأطفال من البيئة ، ويتم التطعيم بنفس الطريقة السابقة .
4. د . حملات التطعيم الوطنية : وهي حملات وطنية على مستوى الأقطار ، وهدفها القضاء على فيروس شلل الأطفال من البيئة في زمن محدد ، ورفع مستوى المناعة ضد الفيروس ، ويتم التطعيم بنفس الطريقة السابقة لجميع الأطفال دون سن الخمس سنوات بغض النظر عن سابقة التطعيم .
5. أوقات الأوبئة : يجب التركيز على التوعية الصحية عن المرض ، وطرق انتقاله ، والوقاية منه مع تأجيل أي عمليات جراحية عادية ، أو الحقن بالعضل ، حيث إنها تساعد على تحويل الحالات تحت الإكليكنية ( غير الظاهرة ) إلى حالات مرضية شللية ، مع مراعاة النظافة العامة ، وتحسين صحة البيئة ، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة ، وضرورة رفع نسبة الكلور في مياه الشرب أثناء التنقية .
6. دور المجتمع في القضاء على المرض ، وبصفة خاصة الأسرة والمدرسة فلهما دور أساس ومهم وذلك من خلال :
6. أ . التأكد من أن جميع الأطفال قد أكملوا الجرعات الأساسية والمنشطة طبقاً لجدول التطعيمات المعمول به والحرص على إعطائهم أي جرعات تنشيطية أخرى .
6. ب . التعاون مع الجهات الصحية المعنية عند تنفيذ الأنشطة الخاصة لاستئصال مرض شلل الأطفال بشكل نهائي .
6. ج . في حالة ظهور أعراض أو اشتباه في حالة مرض شلل الأطفال بالمنطقة ، على أي طفل مصاب بارتفاع في درجة الحرارة أو قيء غير معروف السبب ، يجب عرضه بأسرع وقت ممكن على الطبيب المختص لفحصه وتشخيص حالته .