تتبادل الأمهات الخبرات حول كيفية العناية بأطفالهن ، لا سيما فيما يتعلق بحديثي الولادة . ومهما تكن معرفة الأم « الصحية » واسعة إلا أنها تحتاج لنصائح المتخصصين في وقت من الأوقات ، وأكثر تلك الاستشارات ما يتعلق بالمناعة التي يتسبب ضعفها في ظهور الأمراض الفيروسية الجرثومية لدى الرضع .
صحيح أنه من المستحيل حماية المولود الجديد من كافة الجراثيم ، إلا أنه بالإمكان ـ اقله ـ إبقاؤهم بعيداً عن تلك الأخطار . وأول نصيحة سهلة ومتعارف عليها : « إبقاء المنزل نظيفاً ، وإبعاد الطفل عن أي شخص مريض ، والتقيّد بمواعيد التطعيمات » .
« تشكل أيدي الآخرين خطراً حقيقياً على حديثي الولادة » إذ أن ما يزيد على 80 % من الجراثيم تنتقل عن طريق اللمس . لذا، لابد من تذكير كل من يرغب بحمل طفل ، بضرورة غسل يديه بالماء الفاتر والصابون جيداً وأفضل طريقة مهذبة لطلب ذلك بالقول : « آسفة ، لكن طفلي يلتقط الفيروسات بسرعة ، لذا لا أحبذ فكرة تقبيله وحمله كثيراً » .
في أسبوعه الأول بعد الولادة من الأفضل عدم اصطحابه إلى أماكن مزدحمة ـ كالمراكز التجارية ، أو حيث يكثر الأولاد ، فليس أسهل على حديثي الولادة من التقاط الجراثيم في مكان مزدحم ومغلق .
من العادات المضرة ، إرضاع الطفل بقايا زجاجة حليب ، فهي تحمل جراثيم وأنزيمات من لعابه ، يمكن أن تتسرب إلى داخل الزجاجة وتلوثها ، وينطبق الأمر على أطعمة الأطفال : فالجراثيم العالقة على الملعقة تلوث العبوة ، لذا ضعي الكمية التي يرغب بتناولها في طبق خاص ، وأغلقي المرطبان بأحكام .
وللحفاظ على الحليب طازجاً ، لا تبقيه خارج الثلاجة لأكثر من ساعة . أما بالنسبة لحليب الأم ، فبالإمكان إبقاؤه ضمن حرارة الغرفة ، لأكثر من عشر ساعات والسرفل ذلك أن حليب الثدي مشبع بمواد تحول دون تفاعل الجراثيم .
لم يعد غسل الثياب من المهام الصعبة ، لكن ذلك لا ينفي دقة هذا العمل ، فثياب الأطفال ، لا سيما الداخلية منها ، لا يجوز غسلها مع ملابس الكبار ، فقد تحتوي على ملوّثات تؤثر على جلد الطفل الحساس ، وينصح من حين لآخر ، بإدارة الماء الساخنة مع مبيض داخل الغسالة ، للقضاء على البكتيريا المختبئة فيها .
قبل استعمال أي زجاجة رضاعة جديدة ، لابد من غسلها جيداً قبل الاستعمال ، ومن ثم يجب وضعها في غسالة الصحون أو تنظيفها بالماء الفاتر والصابون ، وينصح بشطف الزجاجة للحماية ، بماء معدنية .
إن فم الحيوانات مليء بالجراثيم ، لذا يجب الحرص على إبقائها بعيدة عن حديثي الولادة طوال الأشهر الثلاثة الأولى على الأقل ، فكلما كبر الطفل بالعمر ، تعززت مناعته ، وباتت مقاومته للأمراض أكبر ، ورغم ذلك يجب إبقاؤه بعيداً عن علبة روث الحيوانات ، وغسل يديه كلما لاعب حيوانه الأليف .